في بلاد اللايهم

Je l'ai découvert par hasard à la suite d'un erreur.
Ibrahim Tayar est un poète et écrivain Syrien, né en 77, avocat.
voici son dernier poème étrangement et douloureusement familier:


لا يُهمّْ
كلُّ ما يحدثُ حولي..لا يُهمْ
في بلادِ العُربِ أمشي..
مثلما يمشي جميعُ النّاسِ أمشي..
مُطرقَ الرأسِ..
ومكسورَ القَدمْ

باحثاً عن وطنٍ قدْ ضاعَ منّي..
تحتَ عشرين علمْ

مرحباً يا أيها القُرّاء..
أنتمْ في بلادِ "اللاّيُهمّْ"
مرحباً..
أهلاً بكمْ
في بلادٍ..
كلُّ شيءٍ صالحٍ للبيعِ فيها..
تحتَ عشرينِ علمْ

كلُّ شيءٍ صالحٍ للموتِ فيها..
تحتَ عشرينِ علمْ

ادخلوها بسلامٍ..
غير أنّي..
لستُ مسؤولاً إذا ما صُعقَ القارئُ منكمْ..
و صُدمْ

لستُ مسؤولاً إذا ما انتحرَ القارئُ منكم..
بعدَ سطرٍ خامسٍ أو سادسٍ..
أو عاشرٍ..
أو ماتَ مذبوحاً بسكيّنِ النّدمْ

لستُ مسؤولاً إذا سَمّمهُ حبرُ القلمْ
مثلما سمّمني حبرُ القلمْ
في بلادِ "اللاّ يُهمْ"
كلُّ ما يحدثُ حولي..لا يُهمْ
بدأتْ رحلةُ أحزاني هنا..
مذ كنتُ طفلاً..
فيهِ شيءٌ من إباءٍ وشَممْ
وتحوّلتُ مع الوقتِ إلى عبدٍ فقيرٍ..
وقَزمْ
أبكمٍ..
أعمى..
أصمّْ


هنؤوني أيّها النّاسُ..
على هذي النِعمْ

لم يَعدْ في العينِ دمعٌ..
لم يَعدْ في القلبِ نبضٌ..
لم يَعدْ في الجّسدِ الباردِ شريانٌ..
ولا قطرةُ دمْ
هنؤوني أيّها النّاسُ..
على هذي النِعمْ

لم تَعدْ عنديَ أعصابٌ..
ولا عنديَ إحساسٌ..
ولا أدنى شعورٍ بالألمْ
هنؤوني أيّها النّاسُ..
على هذي النِعمْ
"الأنا"
من بعدِ إعراضٍ وصدٍ..
في بلادِ اللاّيُهمْ

خلعتْ ثوبَ "الأنا"
وتعرّتْ فوقَ أوراقي..
وصارتْ كالرّقمْ
واحداً..

من نصفِ مليارَ يساوونَ العدمْ
كلّهمْ قدْ جُمّعوا مثلَ الرُزمْ
تحتَ عشرينِ علمْ

في بلادِ "اللاّ يُهمْ"
كلُّ ما يحدثُ حولي..لا يُهمْ
نشرةُ الأخبارِ كانتْ ذبحةً في القلبِ..
تأتينا صباحاً ومساءً..
بعدَ أن صرنا بلا قلبٍ سمعناها..
فقلنا:لا يُهمْ


قدْ سمعنا مرّةً في ما سمعنا..
أنّ دبّاباتِ "إسرائيلَ"..
صارتْ عندَ أسوارِ الحَرمْ
فلعناها..
وأكملنا احتساءَ الشّاي بالنعنعِ..
قلنا :لا يُهمْ


وسمعنا..
أنّ جيشَ الرّومِ في بغدادَ..
قلنا:لايُهمْ
فغداً سوفَ يعودُ المُعتصمْ
واعتصمنا تحتَ عشرين علمْ
بانتظارِ المُعتصمْ


وسمعنا أنّ كلبَ الرّومِ ..
يسبي نسوةَ القومِ..
دعونا -كرجالٍ-..
لاجتماعٍ عربيٍّ -عربيٍّ
وخرجنا بعدَ عامٍ بقرارٍ عربيٍّ
..."لا يُهمْ"


قد سمعنا..
أنّنا صرنا ضحايا
ورأينا دمنا المسفوحَ في كلِّ طريقٍ..
ورأينا جثثَ الأطفالِ في كلِّ الزوايا
ورأينا القهرَ والذُلَّ على كلِّ المرايا
فتجاهلنا..
وقلنا ببرودٍ:لا يُهمْ
لا يُهمْ


ومتى كانَ يُهمْ
"نحنُ"
مازالتْ كما كانتْ..
حقولاً وأنابيبَ تضخُّ النفطَ..
في معصمِ "هُمْ"
وبلاداً..
مثلَ حقلٍ واسعٍ للرّمي تبدو..
من على أبراجِ دبّاباتِ "هُمْ"
ورؤوساً..
كلّما شاءَ الهوى..تهوي..
على أيقاعِ رشّاشاتِ "هُمْ"


وشعوباً..
حظّها في جنّةِ الفردوسِ..
لا في الأرضِ..
فالأرضُ بما فيها ومنْ فيها..ل"هُمْ"
مضحكٌ يا "نحنُ"..
هذا الزّهدُ في جنّةِ "هُمْ"


بدلّي قولكِ يا "نحنُ"..
فإنّي..
لم يعدْ يُطربني هذا النغمْ
لم يعدْ يُطربني هذا النغمْ
نصفَ مليارٍ..
وعشرينَ علمْ


أغرقتهم "دولةٌ ممسوخةٌ"في شبرِ ماءٍ..
ومحا أعلامهمْ من أصلها..
مسخُ علمْ


أيّها القُرّاءُ..
من منكمْ نجا من بعدِ هذا وسَلِمْ؟
إنّني أطعنكمْ
مثلما أطعنُ نفسي بالقلمْ
إنّني أذبحكمْ
مثلما أذبحُ نفسي بالقلمْ
سامحوني أيّها القُرّاءُ..
إنّي لم أكن أقصدُ أن أبكي..
وأُُبكيكمْ..
ولكنَّ الألمْ
أخذ الأوراقَ منّي والقلمْ
كتبَ الأوجاعَ عنّي..
رسمَ المأساةَ عنّي..
ورماني بينكم كي أتشظّى..
كاللغمْ
تحتَ عشرين علمْ

إبراهيم طيار

1 ripostes trèès percutantes:

ولد بيرسا 26 mars 2009 à 08:49  

c'est vraiment très beau!!!
si à chaque erreur tu tombes sur une merveille comme celle là... :-)

Centre de tri

Compteur

La boîte à tralala

Quelques rêveurs de passage