أساطير


أساطير من حشرجات الزمان

نسيج اليد البالية

رواها ظلام نم الهاوية

و غنى بها ميتان

أساطير كالبيد ماج سراب

عليها و شقت بقايا شهاب

و أبصرت فيها بريق النضار

يلاقي سدى من ظلال الرغيف

و أبصرتني و الستار الكثيف

يواريك عني فضاع انتظار

و خابت منى و انتهى عاشقان

أساطير مثل المدى القاسيات

تلاوينها من دم البائسين

فكم أومضت في عيون الطغاة

بما حملت من غبار السنين

يقولون : وحي السماء

فلو يسمع الأنبياء

لما قهقهت ظلمة الهاوية

بأسطورة بالية

تجر القرون

بمركبة من لظى في جنون

لظى كالجنون

و هذا الغرام اللجوج

أيريد من لمسة باردة

على اصبع من خيال الثلوج

و أسطورة بائدة

و عرافة أطلقت في الرمال

بقايا سؤال

وعينين تستطلعان الغيوب

و تستشرقان الدروب

فكان ابتهال و كانت صلاة

تغفر وجه الآله

وتحنو عليه انطباق الشفاة

تعالي فما زال نجم المساء

يذيب السنا في النهار الغريق

و يغشى سكون الطريق

بلونين من ومضة و اطفاء

وهمس الهولء الثقيل

بدفء الشذى و اكتئاب الغروب

يذكرني بالرحيل

شراع خلال التحايا يذوب

و كف تلوح يا للعذاب

تعالي فما زال لون السحاب

حزينا .. يذكرني بالرحيل

رحيل

تعالي تعالي نذيب الزمان

وساعة في عناق طويل

و نصبح بالأرجوان شراعا و راء المدى

و ننسى الغدا

على صدرك الدافئ العاطر

كتهويمة الشاعر

تعالي فملء الفضاء

صدى هامس باللقاء

يوسوس دون انتهاء

على مقلتيك انتظار بعيد

وشيء يؤيد

ظلال

يغمغم في جانبيها سؤال

و شوق حزين

يريد اعتصار السراب

و تمزيق أسطورة الأولين

فيا للعذاب

جناحان خلف الحجاب

شراع

و غمغمة بالوداع


بدر شاكر السياب

0 ripostes trèès percutantes:

Centre de tri

Compteur

La boîte à tralala

Quelques rêveurs de passage